كيف تتم عملية شفط الدهون ؟

مع تزايد نسبة السمنة المرضية في العالم، بدأ الاتجاه نحو التقنيات الجراحية كحل بديل للحمية والرياضة، وكانت عملية شفط الدهون حديثاً هي إحدى الطرق المتبعة لإنقاص الوزن الزائد. ” كيف تتم عملية شفط الدهون ؟ ” هو سؤال كثيراً ما يطرحه المرضى قبل اتخاذ القرار بإجراء شفط الدهون من مناطق معينة من الجسم. حيث ينبغي على الطبيب أن يشرح للمريض تماماً آلية العمل وما طبيعة الإجراء الذي سيقوم به الجراح بهدف تخليص الجسم من الدهون المتراكمة فيه.
كيف تتم عملية شفط الدهون إذاً ؟ وما هي إيجابيات وسلبيات هذا الإجراء التجميلي ؟ ومن هم الأشخاص الذين ينصحون بإجراء عملية شفط الدهون ؟ سيجيبكم الدكتور محمد حميدة على جميع هذه التساؤلات في هذا المقال.
ما هي عملية شفط الدهون ؟
- قبل معرفة كيف تتم عملية شفط الدهون ينبغي تعريف المريض بشكل أفضل على عملية شفط الدهون. حيث يعتقد كثير من المرضى أن تقنية شفط الدهون هي الطريقة الأسهل والأكثر أماناً لعلاج البدانة المرضية. أي ذوي مؤشر كتلة أعلى من 35. ولكن هذا الاعتقاد خاطئ تماماً. لأن عملية شفط الدهون تساعد في نحت الجسم وليس إزالة الدهون المتراكمة في الجسم كاملاً دفعة واحدة.
- بعبارة أخرى إن عملية شفط الدهون لا تعالج السمنة المفرطة وإنما تفيد في إزالة الشحوم المتركزة في مكان محدد مثل الفخذين، الأرداف، والبطن. لذلك يجب على المريض أن يحدد غايته والهدف الذي يريد الوصول إليه من خلال عملية شفط الدهون، وعلى الطبيب بدوره أن يشرح بوضوح و موضوعية النتائج التي يمكن الحصول عليها سواء باتباع هذا الإجراء، أو بأن يقترح على المريض إجراء آخر يؤدي هدفه المطلوب.

كيف تتم عملية شفط الدهون ؟
- من المفترض أن يخبر الطبيب مريضه كيف تتم عملية شفط الدهون بالتفصيل وما هي الإجراءات المتخذة أثناء ذلك. وفي الحقيقة هناك آليات متنوعة لعملية شفط الدهون، تختلف فيما بينها بفروقات بسيطة ولكنها تتشابه جميعها باستخدام ” الكانيولا ” وهو أنبوب رفيع يرتبط بجهاز يقوم بعملية السحب أو الشفط. حيث يدخل هذا الأنبوب ضمن فتحة صغيرة في الجلد إلى مكان الدهن المراد التخلص منه. ثم تبدأ عملية شفط الدهون بطرق مختلفة.
الطريقة الأولى
- وهي الطريقة الأكثر شيوعاً والتي يستخدمها معظم أطباء الجراحة التجميلية. حيث يتم فيها تحديد المنطقة المطلوب إزالة الدهون منها أولاً. ثم يقوم الطبيب بحقن محلول مكون من مزيج من السالين (محلول ملحي)، والليدوكائين (مخدر)، والإبنيفرين. ويساعد هذا المحلول في إذابة الدهون ويسهل من عملية الشفط.
- ومن مميزات هذه الطريقة هو سهولة القيام بها، وأنها أقل ألماً بفضل الليدوكائين، وأقل خسارة للدم بفضل الابنيفرين الذي يقبض الأوعية الدموية ويجعل فقدان الدم أقل.
الطريقة الثانية
- كيف تتم عملية شفط الدهون في هذه الطريقة؟ تتم في الواقع عن طريق الاستعانة بتقنية الأمواج فوق الصوتية. حيث يتم الاستفادة من طاقة هذه الأمواج في هدم وتحطيم جدران الخلايا الشحمية.
- وهذا ما يساعد في جعل الوسط الدهني أكثر سيولة وأسهل لشفطه بواسطة الكانيولا.
الطريقة الثالثة
- في هذه الطريقة يتم الاستعانة بتقنية الليزر من أجل المساعدة في إذابة الدهون، وتسمى هذه التقنية smartlipo.
- حيث يتم بواسطة الطاقة العالية لليزر إذابة الدهون وتمييعها من أجل تسهيل سحبها من الجسم.
الطريقة الرابعة
- تسمى هذه الطريقة شفط الدهون الجاف. لأنها لا تتطلب حقن أي مواد مميعة للدهون بل يتم شفطها كما هي. ولكن هذه الطريقة تحمل خطر حدوث النزف والتورم بعد العملية بنسبة أكبر من غيرها.
- لذلك لم يعد يلجأ إليها الأطباء كما في السابق. واستعاضوا عنها بالطرق المذكورة سابقاً.

ما هي المناطق التي يمكن شفط الدهون منها ؟
- البطن
- الخدود
- الذراعين
- الخصر
- الرقبة
- الفخذين
- الأرداف
- الذقن
ومن الممكن أن تجرى عملية شفط الدهون بمفردها أو أن تكون مرافقة لإجراء جراحي آخر مثل عملية تصغير الثدي، شد البطن، أو شد الوجه.
تعرف على : كيفية اختيار أفضل طبيب تجميل
ماذا بعد إجراء شفط الدهون ؟
- بعد أن تعرفنا كيف تتم عملية شفط الدهون يتساءل المريض كم من المدة تلزمني للتعافي بعد إجراء الشفط؟ في الحقيقة، تختلف المدة اللازمة لزوال آثار شفط الدهون من شخص إلى آخر. لكن لا داعي للقلق، فلن تحتاج للمكوث في المشفى طويلاً. ولكن من المتوقع أن تصادف أعراضاً مثل:
- ظهور الكدمات على الجلد
- الشعور بالألم
- وملاحظة التورمات على الجلد في مناطق إزالة الشحم والمناطق المجاورة أيضاً.
- لذلك يطلب الطبيب من المريض بعد اتمام عملية الشفط بارتداء مشد ضاغط يغطي المنطقة المطلوبة، بهدف السيطرة على التورمات ومنعها من التمدد.
- من ناحية أخرى، من المتوقع أن يطلب منك الطبيب تناول نوع معين من المضادات الحيوية للوقاية من الالتهاب أو أي عدوى بكتيرية. ولكن في معظم الحالات يعود الشخص لممارسة حياته الطبيعية خلال بضعة أيام، ويمكنه العودة وممارسة أعماله كاملة خلال مدة أقصاها 15 يوماً.
إيجابيات عملية شفط الدهون
- تعتبر عملية شفط الدهون من الإجراءات التجميلية السهلة والتي تعطي نتائج مرضية للمريض. خاصة إذا كان المريض يعاني من مشكلة تركز الدهون في منطقة محددة مثل الخواصر، البطن، أو الوركين. لذلك فإن شفط الدهون من مناطق محددة يساعد في نحت الجسم بشكل دقيق والحصول على جسم أجمل بدون وزن زائد.
- بالإضافة إلى ذلك، فإن من محاسن شفط الدهون أيضاً هو القدرة على التعافي سريعاً. لأنها لا تحتاج إلى فترة نقاهة طويلة، وخلال أسبوع أو أكثر قليلاً يمكن للمريض العودة إلى ممارسة حياته ونشاطاته بشكل طبيعي.
- وتعد أيضاً عملية شفط الدهون من العمليات ذات التأثيرات الجانبية الأقل. لاسيما إذا تمت بأيدي المختصين حيث يمكن تفادي معظم المخاطر الناجمة عنها عن طريق دراسة وتحديد الكمية من الدهون المسحوبة من الجسم وموازنتها مع مقدار السوائل المطلوب اعطاؤه لكي لا تحدث أية اضطرابات صحية.
ما هي المخاطر المحتملة لعملية شفط الدهون؟
- شأنها شأن العمليات الجراحية عامّة، فإن لعملية شفط الدهون مخاطرها التي من الممكن أن تصادف ولو بنسب منخفضة بعض المرضى.
- لذا ينبغي التأني قبل اتخاذ القرار بإجراء هذا العمل واختيار أفضل الأطباء المختصين لذلك والتأكد من كفاءتهم. ولكن ما هي الآثار الجانبية والمخاطر التي من الممكن أن تحدث خلال أو بعد عملية شفط الدهون؟
- النزف: والذي يظهر على شكل كدمات تحت الجلد وقد يؤدي إلى هبوط في الضغط وفقر دم في حال كانت كميته كبيرة.
- اختلاطات نتيجة التخدير العام
- الصدمة بسبب اضطراب توازن السوائل والأملاح في الجسم بعد شفط كمية كبيرة من الدهون.
- الالتهاب الجرثومي
- تشكل الصمات الشحمية: من الممكن أن تنطلق جزيئات صغيرة من الدهون وتصل إلى مجرى الدم أثناء عملية الشفط. وفي حال وصلت هذه الجزيئات الدهنية إلى أوعية دموية صغيرة القطر فإنها تؤدي إلى انسدادها. وبالتالي التهديد بالوفاة لاسيما إذا كان الشريان ذا وظيفة حيوية هامة في الجسم مثل الشرايين التاجية أو الرئوية أو الدماغية.
- التحسس على المواد المحقونة في الجسم مثل الليدوكائين.
- خدر في الجلد نتيجة أذية الأعصاب الحسية مكان الدهون المزالة.
- الخثرات الدموية والتي تحدث أيضاً نتيجة اضطراب السوائل والأملاح في الجسم.
- ثقب الأعضاء الداخلية الواقعة تحت الدهون بواسطة أنبوب الشفط. وهي حالة نادرة جداً وتحدث نتيجة قلة الخبرة أو عند القيام بهذه العملية عند غير المختصين.
- اضطرابات في عمل القلب والكليتين : يحدث ذلك نتيجة حقن السوائل في الجسم أثناء عملية شفط الدهون مما يؤدي إلى اضطراب توازن السوائل والشوارد في الجسم. لأجل ذلك، لا ينصح مرضى القلب وارتفاع الضغط أو مرضى الكلية والقصور الكلوي بإجراء عملية شفط الدهون لما فيها من مخاطر مهددة للحياة بالنسبة لهم.
اقرأ أيضاً : لماذا دكتور محمد حميدة أفضل طبيب تجميل ؟
هل نتائج عملية شفط الدهون دائمة؟
- في الحقيقة إن الخلايا الدهنية التي يتم شفطها بواسطة الجهاز تزول بشكل دائم. ولكن إذا لم يتابع المريض على نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة حجم الخلايا الدهنية المتبقية وبالتالي تراكم الدهون مجدداً في الجسم.
- لذلك ينصح المريض بعد اجراء عملية شفط الدهون باتباع نظام غذائي صحي غني بالبروتينات والخضراوات والفاكهة والحبوب الكاملة، وقليل الكربوهيدرات والدسم المشبعة. وذلك من أجل المحافظة على نتائج شفط الدهون.

أمور ينبغي فهمها حول عملية شفط الدهون
- بعد أن تعرفنا كيف تتم عملية شفط الدهون بالتفصيل، يجب توضيح بعض النقاط والاعتقادات الخاطئة حول هذه العملية:
- عملية شفط الدهون ليست طريقة بديلة عن الرياضة واتباع الحمية. لأن إهمال هذا الأمر بعد اجراء عملية الشفط سيؤدي إلى عودة الجسم إلى ما كان عليه وزيادة الوزن.
- لا تعتبر عملية شفط الدهون حلاً لمشكلة السيللوليت وعلامات تمدد الجلد والخطوط البيضاء على الفخذين أو في الصدر نتيجة زيادة الوزن وخسارته سريعاً. لذا ينبغي شرح ذلك للمريض جيداً والتأكيد على أن هذه العلامات لن تزول بعد شفط الدهون.
من هو المريض المثالي لإجراء عملية شفط الدهون ؟
- هناك بعض المواصفات التي يطلب وجودها في المريض ويؤدي توافرها فيه إلى نجاح الشفط بشكل أفضل ويعطي نتائج أجمل. من هذه المواصفات:
- غير مدخن.
- البالغون ذوي الجلد المتين والمرن والقوة العضلية الجيدة.
- من يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني من أمراض مزمنة مثل التهاب الكبد، الفشل الكلوي، الربو، أو أي مرض آخر.
- زيادة الوزن البسيطة التي لا تستجيب للحمية أو للتمارين الرياضية.
- المريض يعرف تماماً غايته من عملية شفط الدهون والنتيجة التي يريد الوصول إليها.
في حال توافرت لديك الشروط السابقة، فأنت حتماً مثالي لإجراء عملية شفط الدهون بأقل المخاطر المحتملة.
تعرف على عملية شفط دهون الكرش بالتفصيل
فوائد عملية شفط الدهون غير التجميلية
مخطئ كل من يظن أن شفط الدهون هو عمل هدفه التجميل فحسب، إذ توجد بعض الحالات المرضية التي تقتضي العلاج بواسطة شفط الدهون. على سبيل المثال:
الوذمة اللمفية
- حالة مرضية مزمنة طويلة الأمد. يحدث فيها اندخال السائل اللمفي ضمن الأنسجة مما يؤدي إلى وذمة تعطي حجماً مفرطاً وتظهر عادةً في الذراعين أو الساقين. لذلك فإن شفط الدهون هي حل تلطيفي يستخدم للتقليل من التورم والألم ولسهولة ممارسة الحياة بشكل طبيعي.
التثدي عند الرجال
- تكون الحالة هنا مرضية نتيجة خلل هرموني أو اضطراب وظيفة البروستات. حيث تتجمع الدهون في منطقة الصدر ويحدث التثدي. وتعد عملية شفط الدهون من الصدر مناسبة لحل المشكلة.
الليبوما
- هذا يعني ظهور الأورام الشحمية السليمة في منطقة محددة من الجسم. يمكن إزالتها بواسطة الجراحة أو عن طريق شفط الدهون.
خلاصة القول أن عملية شفط الدهون هي إجراء تجميلي وعلاجي آمن إذا تم القيام به بأيدي أفضل الأطباء وأكثرهم كفاءة. ومن خلال اطلاعنا ومعرفتنا كيف تتم عملية شفط الدهون نجد أنها تقنية بسيطة يمكن القيام بها والتعافي منها خلال وقت قصير. وتضمن كذلك الحصول على جسم منحوت وجميل بأقل ألم يذكر.